بقلم / أ.د إبراهيم درويش
ما أجمل الإستعداد لإستقبال شهر رمضان بنفوس صافية وقلوب نقية سليمة، علاقات طيبة، نتجاوز الأخطاء، ونسمو فوق الخلافات، ونصلح العلاقات، ونجدد التوبة والرجوع إلى الله، ونرضى بما قسمه الله لنا.
فاطمئن وإبتسم.. رزقك مقسوم.. ومصيرك محسوم.. وأحوال الدنيا -"والله"- لا تستحق الهموم... لأنها بيد الله" الحي القيوم بذاته. أحوالنا في الدنيا أقدار من الله، وأحكام الله كلها خير، وإن لم تظهر خيرا (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، وعسي من الله واجبة.
وما جميع تدابير الإنسان إلا تدابير العزيز العليم، فإن كانوا صالحين فهذا خير يرزقه الله على يد كل من يجود على الله، جعلها مفتاحاً للخير.. حتى تشكره.. وتكون مثله في العطاء.
وإن كان غير ذلك من وجهة نظرك فهو خير أيضاً، لكنه يطبقه على من كان مفتاح الشر وأغلق باب الخير، فتكرهونه.. ولا تقتدون به.. ولهذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" عجباً لأمر المؤمن إن امره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
لذلك أحوال الدنيا لا تستحق الهموم.. لأنها بيد الحي القيوم، ويقول عليه السلام: المؤمن بين أمرين: يسر وعسر)، وكلاهما «نعمة» إذا أيقن! ففي اليسر: هناك ☇ الشكر "وسيجزي الله الشاكرين"، وفي العسر: هناك ☇ الصبر! "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"، وكل شيء يرحل ولا يعود إلا الدعاء فإنه يرحل بالأمل... ويعود بالعطاء...
اللهم إنا نسألك أن تسعدنا وتسعدك وتسعد أسركم وتحفظك وترزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه. اللهم تقبل منا ومنكم شهر رمضان واجعلنا من الصابرين الشاكرين الشاكرين يارب العالمين.